في ظل تألق برشلونة على المستوى المحلي والأوروبي تحت قيادة المدرب الألماني هانز فليك، أصبحت مسألة تجديد عقده محل اهتمام كبير لدى الجماهير والإعلام، خاصة مع اقتراب نهاية عقده خلال موسمين. وقد كسر فليك حاجز الصمت وأوضح رؤيته لمستقبله مع النادي الكتالوني، كاشفًا عن موقفه من التجديد، وأولوياته خلال الفترة القادمة يلا شوت لايف.
في حديثه عن مستقبله مع برشلونة، أكد فليك أنه لا يُفضل الانشغال بمسألة العقود في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن تركيزه ينصب بالكامل على قيادة الفريق لتحقيق أفضل النتائج الممكنة. وأوضح أنه لا يرى فائدة في الحديث عن تجديد العقد الآن، مؤكدًا أن الإنجازات داخل الملعب هي الأهم، وهي التي تحدد مصير المدرب في نهاية المطاف.
وأضاف فليك أن عقده ما زال سارٍ، وأنه يشعر بالراحة داخل النادي، لكن الراحة وحدها لا تكفي، مشيرًا إلى أن استمراريته مرتبطة بتحقيق الأهداف التي وضعها منذ البداية.
لم يُخفِ فليك إعجابه بالأجواء داخل برشلونة، حيث أشاد بالعلاقة المميزة بين اللاعبين والجهاز الفني، وبالروح الجماعية التي تسود الفريق. وأكد أن العمل في مثل هذه الأجواء الإيجابية يُحفز أي مدرب على تقديم الأفضل، ويمنحه الحافز للاستمرار، لكنه عاد ليُشدد على أن استمراره يجب أن يكون قائمًا على الأداء والتطور وليس فقط على الانسجام داخل النادي.
رغم رغبة جماهير برشلونة في استمرار فليك على رأس الجهاز الفني لسنوات قادمة، تتعامل إدارة النادي مع الملف بهدوء واحترافية. ويُنتظر أن يتم تقييم مسيرة المدرب بنهاية الموسم الجاري، قبل الدخول في مفاوضات رسمية بشأن التجديد، خاصة أن الأولوية حاليًا هي الحفاظ على الاستقرار الفني وتحقيق البطولات.
برشلونة لا يزال في خضم المنافسة على لقب الدوري الإسباني، إلى جانب طموحاته في دوري أبطال أوروبا. وتُعد نتائج الفريق في هذه البطولات مؤشرًا حقيقيًا لنجاح مشروع فليك، وبالتالي سيكون لها دور كبير في تحديد موقف النادي من تجديد عقده.
واحدة من النقاط البارزة في شخصية فليك هي واقعيته ونضجه المهني، إذ يرفض التفكير في المستقبل البعيد دون إنجاز حقيقي في الحاضر. هذه العقلية تعكس مدى احترافيته، وتؤكد أن فكره يتماشى مع فلسفة نادي بحجم برشلونة، الذي لا يرضى إلا بالألقاب.
تصريحات فليك حول تجديد عقده مع برشلونة تعكس مزيجًا من الثقة والاحترافية، وتُظهر أن المدرب الألماني لا يسعى فقط للبقاء، بل يسعى لصناعة تاريخ جديد مع النادي الكتالوني. ومع استمرار نجاحاته، فإن مسألة التجديد قد تصبح تحصيل حاصل، ليُواصل برشلونة رحلة التوهج تحت قيادته الهادئة والطموحة.